أخبار مهمةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة خطبة الأسبوع ، خطبة الجمعة القادمة، خطبة الاسبوع، خطبة الجمعة وزارة الأوقافعاجل

خطبة بعنوان : “رمضان شهر الدعاء والإجابة والنصر”، لفضيلة الشيخ عبد الناصر بليح، بتاريخ 7 من رمضان 1438هـ، الموافق 2 يونيو 2017م

خطبة بعنوان : “رمضان شهر الدعاء والإجابة والنصر”، لفضيلة الشيخ عبد الناصر بليح، بتاريخ 7 من رمضان 1438هـ، الموافق 2 يونيو 2017م.

لتحميل الخطبة بصيغة word أضغط هنا

لتحميل الخطبة بصيغة pdf أضغط هنا

 

ولقراءة الخطبة كما يلي:

“رمضان شهر الدعاء والإجابة والنصر2/6/2017م.

العناصر:

1-الدعاء في القرآن والسنة .

2-فوائد الدعاء.

3-فضائل الدعاء.

4-آداب وشروط قبول  الدعاء.

5- أوقات يستجاب فيها الدعاء.

6- من لم يسأل الله يغضب .

الحمد لله رب العالمين ..اللهم ارزقنا الحلال وبارك لنا فيه وباعد بيننا وبين الحرام كما باعدت بن المشرق والمغرب يارب العالمين ..وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في سلطانه ولي الصالحين ..جعل مع الصبر نصراً ًوجعل مع العسر يسراً وجعل مع الضيق فرجاً وجعل مع كل شدة مخرجاً ..    دع المقادير تجري في أعنتها ولا تبيتن إلا خالي البال

مابين غمضة عين و انتباهتها يغير الله من حال إلي حال

و أشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبد الله ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه طب القلوب ودوائها وعافية الأبدان وشفائها ونور الأبصار وضيائها محمد صلي الله عليه وسلم القائل:” ما من رجل يدعو بدعاء إلا استجيب له، فإما أن يعجل له في الدنيا، وإما أن يدخر له في الآخرة، وإما أن يكفر عنه من ذنوبه بقدر ما دعا، ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم، أو يستعجل. قالوا: يا رسول الله وكيف يستعجل؟ قال: يقول: دعوت ربي فما استجاب لي. “(أحمد والترمذي(..اللهم صلاة وسلاماً عليك يا سيدي يا رسول الله وعلي آلك وصحبك وسلم تسليماً كثيراً

أما بعد فيا جماعة الإسلام :

الدعاء في القرآن والسنة :

قال الله – تعالى :” وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ “(البقرة/186).

وهذا إخبار منه سبحانه  عن قربه من عباده القرب اللائق بجلاله، الذي وردت النصوص بإثبات قربه من جميع خلقه بعلمه المحيط بهم، ورقابته على جميع أحوالهم، فهو الرقيب على كل شيء، المحيط بكل شيء، وصدق الله العظيم إذ يقول: “عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ “(الأنعام /73)”  يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ “(غافر/19).

إخوة الإيمان :  وسبب نزول الآية أن أعرابيًّا جاء إلى النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – فقال: أقريب ربُّنا فنناجيه؟ أم بعيد فنناديه؟ فسكت عنه، فأنزل الله عليه هذه الآية: “وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ “(البقرة: 186). وقد صحّ عنه عليه الصلاة والسلام ـ أنه قال: ” إنكم لا تدعون أصمّ ولا غائباً، وإنّما تدعون سميعاً بصيراً أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته” .(صحيح).

أخوة الإيمان والإسلام : المولي عز وجل قريب ولا يحده زمان ولا مكان وليس في حاجة إلي واسطة أو لترجمان فهو يستجيب الدعاء حالة دعوة الداع مباشرة لذلك يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه : “أنا لا أحمل هم الإجابة ولكن أحمل هم الدعاء فإذا أُلهِمت الدعاء فإن الإجابة معه” ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة.

والآية تفيد بأن من يطيع الله ويستجيب لأوامره بصدق وإخلاص – أنه مظنة استجابة دعائه، والدعاء من أنفع الأدوية وأسرعها فرحًا ونجاحًا، وهو سرُّ كشف البلاء، يدفعه ويقاومه وأحيانًا يمنع نزوله، وأحيانًا يخفف وطأته إذا نزل، وأحيانا يرفعه بالكُلِّيَّة بعد نزوله، وهو من أقوى وأمضى الأسلحة المعنوية للمؤمنين؛ روى الحاكم في صحيحه عن علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم :”الدعاء سلاح المؤمن، وعماد الدين، ونور السماوات والأرض” ولما كان في الصيام إعداد لذكر الله وشكره والتقرب إليه بمزيد من الطاعات، والضراعة إليه بالدعاء؛ لقوة الرجاء – ناسب أن يأتي العليم الخبير بهذه الآية مع آيات الصوم كجواب لسؤال متوقع ممن يؤدي هذه العبادة، أو يصدر منه الدعاء، وهو يطلب الإجابة من المدعو سبحانه وتعالى .وقد جاءت هذه الآية بين آيات الصيام  فالآية التي تسبقها:” شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ “(البقرة /185). والآية التي تليها :” أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَائِكُمْ ۚ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ ..“(البقرة/187).  كي يعلم الصائم  بأن دعائه مستجاب  ومقبول عند الله وقد ورد عن رسول الله صلي الله عليه وسلم أنه قال :” للصائم عند فطره دعوة لا ترد ” وورد أنه قال ثلاثة لا ترد دعوتهم :” الصائم حتي يفطر والإمام العادل ودعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب”( متفق عليه).

وكان من دعاء الصالحين  علي الإفطار :” اللهم لك صمت وعلي رزقك أفطرت ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله “

إخوة الإسلام :لماذا يستجيب الله الدعاء من الصائم في هذه اللحظات ؟

لأن الصائم منكسر القلب ضعيف النفس ذل جموحه وانكسر طموحه واقترب من ربه وأطاع مولاه  ترك الطعام والشراب من أجل الله كف عن الشهوات وترك الملذات فقد صح عنه صلي الله عليه وسلم أنه قال :” الدعاء هو الإجابة “فإذا رأيت العبد يكثر من الإلحاح في الدعاء فاعلم أنه قريب من الله واثق من ربه ..ومن الخير للعبد المؤمن أن يلح على الله بالدعاء؛ فالله – جل وعلا – يحب الملحِّين بالدعاء، ويحب كثرة سؤاله، والتضرُّع إليه، وصدق من قال: الله يغضبُ إنْ تركتَ سؤاله *** وَبَنِي آدمَ حينَ يُسألُ يغضبُ.

أخي الصائم  ونحن بصدد الحديث عن الدعاء والصيام وشهر رمضان شهر استجابة الدعاء فإننا لو نظرنا في كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلي الله عليه وسلم لوجدنا عشرات النصوص القرآنية التي تحثنا علي الدعاء والتي هي أدعية أصلاً فنراها تارة تحثنا علي الدعاء والتضرع إلي الله عز وجل  ونحن موقنون بالإجابة :” قال تعالي: “وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ” (غافر: / 60).

وصحّ عنه ـ عليه الصلاة والسلام ـ أنه قال: ” ينزل ربنا إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: هل من سائلٍ فأعطيه؟ هل من داعٍ فأجيبه؟ هل من مستغفرٍ فأغفر له؟“.

وشهر رمضان هو شهر الدعاء، وشهر الإجابة، وشهر التوبة والقبول وشهر النصر .

. فيا صائماً قد جفّتْ شفته من الصيام، وظمئت كبده من الظمأ، وجاع بطنه، أكثِرْ من الدعاء، وكنْ ملحاحاً في الطلب. اعلم أن الدعاء حبلٌ مديدٌ، وعروةٌ وثُقى، وصِلةٌ ربّانية. صحّ عنه ـ عليه الصلاة والسلام ـ أنه قال: ” لن يهلك أحد مع الدعاء “.الله ينادينا أن ندعوه، ويطلب منّا أن نسأله، قال الله تعالى: ” ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ” (الأعراف/ 55).

وصف الله عباده الصالحين فقال: ” إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ” (الأنبياء/ 90).

  فوائدالدعاء :

للدعاء أربع فوائد :

الأولى: أنه عبوديّة لله ـ عزّ وجلّ ـ وتذلّلٌ وثقةٌ به، وهي مقصود العبادة وثمرتها.

الثانية: تلبية الطلب، إما لإعطاء خير أو دفع ضرر، وهذا لا يملكه إلا الله عزّ وجلّ.

الثالثة: ادّخار الأجر والمثوبة عند الله إذا لم يُجب الداعي في الدنيا، وهذا أنفع وأحسن.

الرابعة: إخلاص التّوحيد بطريق الدعاء، وقطع العلائق بالناس، والطمع فيما عندهم.

و عن عائشة رضي الله عنهما – وعن أبيها قالت: قال رسول الله  صلَّى الله عليه وسلَّم : “لا يغني حذر من قدر، والدعاء ينفع بما نزل،ومما لم ينزل، وإن البلاء لينزل فيتلقاه الدعاء، فيعتلجان إلى يوم القيامة”(الحاكم). وأخرج أيضًا عن ثوبان عن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم قال: “لا يَردُّ القدر إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البرُّ، وإن الرجل ليُحْرَم الرزق بالذنب يصيبه”(الترمذي). القضاء هو الأمر المقدر وتأويل الحديث أنه إن أراد بالقضاء ما يخافه العبد من نزول المكروه به ويتوقاه فإذا وفق للدعاء دفعه الله عنه فتسميته قضاء مجاز على حسب ما يعتقده المتوقى عنه ، يوضحه قوله صلي الله عليه وسلم  في الرقى : هو من قدر الله .

وما دام الدعاء سلاحًا، فإن تأثيره بقوة مستعمله ومعرفته بحقيقة الاستعمال، ودون ذلك لا ينفع، وإن نفع كان نفعه ضعيفًا، فمتى كان السلاح تامًّا صالحًا لا عيب فيه،وكان حامله قويًّا، رابط الجأش، ثابت العزيمة، ولم يحصل مانع دون نفوذه إلى هدفه، فإنه يكون مُجْديًا – بإذن الله – لتوفر الأسباب وفقدان الموانع.

عن عبدالله بن مسعود، قال: قال رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم -: “ما أصاب أحدًا قط همٌّ ولا حزن، فقال: اللهم إني عبدك، ابن عبدك، ابن أَمَتك، ناصيتي بيدك، ماض في حُكْمك، عَدْل فيّ قضاؤك، أسألك اللهم بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدًا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك – أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همِّي – إلا أذهب الله همَّه وحزنه، وأبدله مكانه فرحًا”، فقيل: يا رسول الله ألا نتعلمها، قال: “بل ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها”(أحمد).

فضائل الدعاء :

كان النبي صلي الله عليه وسلم  يواظب على الدعاء قال أنس” كان أكثر دعاء النبي صلي الله عليه وسلم  ” اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة وقنا عذاب النار “(متفق عليه.(

وقد حرص السلف رضوان الله عليهم على الدعاء في سائر شؤونهم فقد كانوا يسألون الله في كل شيء حتى العلف لدوابهم والملح في الطعاموكثير من الناس لا يدعو الله إلا في الشدائد والأزمات, وهذا مسلك خطأ والمشروع للمؤمن أن يدعو الله في السراء والضراء وإذا كان دائم الاتصال بالله أجيبت دعوته في الشدائد قال رسول الله ” تعرف الى الله في الرخاء يعرفك في الشدة ” وفى الحديث ” من سره أن يستجيب الله له عند الشدائد فليكثر من الدعاء في الرخاء” ( الترمذي).

أداب وشروط قبول الدعاء :

وللدعاء يا صائمين آدابٌ ينبغي على الصائم معرفتها، ومنها: عزم القلب، والثقة بعطاء الله ـ عزّ وجلّ ـ وفضله.صحّ عنه ـ عليه الصلاة والسلام ـ أنه قال: ” لا يقُلْ أحدُكم: اللهم اغفر لي إن شئت، ولكن ليعزمْ المسألة؛ فإنّ الله لا مُكرِهَ لهومن الآداب الثناءُ على الله ـ تعالى والصلاة على رسوله صلي الله عليه وسلم  في أول الدعاء وأواسطه وآخره، ومنها توخّي أوقات الإجابة كالثلث الأخير من الليل، وفي السجود، وبين الأذان والإقامة، وفي أدبار الصلوات، وآخر ساعة من يوم الجمعة، وبعد العصر، ويوم عرفة. ومنها تجنّب السجع في الدّعاء والتكلّف والتعدّي فيه. ومنها الحذر من الدّعاء بإثمٍ أو قطيعة رحم.

فالدعاء نعمة كبيرة وهو عبادة يفتقدها الكثير من المسلمين بل يتغافلون عنها، والدعاء هو السؤال لحاجة أو رد ضررٍ،الدعاء منبع الإيمان ورقة القلب، أصل المناجاة والتقرب لله، ودعاء الله وسؤاله لا يحتاج وسيطًا ولا ترجمان، فالله تعالى عند طلب العبد متى ناداه وناجاه كان عنده يلبي له دعوته، ذلك بأنّ الذي يلوذون إلى ربهم قليل، ومن يلجؤون إليه دومًا بالسؤال قليل، قليلون من يدعون الله في الرخاء والشدة وكثيرون هم من يدعونه في الشدة فقط. يقول الله عز وجل: “وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعِ إذا دعان” دليلٌ صريح لم يقل (فقل له إني قريب)، لأنّه لا وسيط بين عبد ذليلٍ ترك كل البشر وجاء يدعو الله، فالله وعده بالإجابة ما دام يدعوه، ومن الجدير في العبد المسلم أن يذكر الله في كل مواطن حياته، وإذا ذكره دومًا ما وفّى عبادته، والتعرف على الله في الرخاء ودعائه وشكره هو خطوة بل خطوات لإجابة الدعاء وقت الشدة، قال رسول الله صلي  الله عليه وسلم:”من سرّه أن يستجيب الله له عند الشدائد والكرب، فليكثر الدعاء في الرخاء”(الترمذي). في حالة الرفاهية واليسر، فالمؤمن عندما يدعو الله في  الرخاء فهو يجب أن يلتجئ إلى الله قبل الاضطرار، ويُبقي على حبله موصولًا بالله، أفلا يستجيب الله لدعاء إذا دعاه وقت الشدّة. ولأنّ الدعاء هو الكلام المباشر من العبد لربه يسأله حاجته كان لا بد من شروط لقبول الدعاء وهذه الشروط ما هي إلا آداب على المؤمن الالتزام بها ليستجاب دعائه ومن هذه الشروط: استقبال القبلة ورفع اليدين، وعدم التكلف إذا دعا قال تعالى:” وادعوه خوفًا وطمعًا” اليقين باستجابة الله: قال -صلّى الله عليه وسلم-: “ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أنّ الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه”(الترمذي).ولو قسنا على مستوى البشر ولله المثل الأعلى، لو ذهب شخص لمسئول يطلب منه حاجة وفي حديثه معه يقول أنّي أعلم أنّك لن تستجيب لي، فسيكون رد هذا المسئول بالرفض وعدم الاستجابة له. أن يلح في الدعاء ويكرره فالله سبحانه يحب العبد اللحوح. أن يعظّم من الدعاء أي إذا طلب من الله فليطلب الخير الوفير فالله هو المعطي الكريم، قال -صلّى الله عليه وسلم-: “إذا تمنّى أحدكم فليكثر، فإنّما يسأل ربه”. الدعاء في أوقات الاستجابة: صحيح أنّ الله مطّلع علينا في كل الأوقات، ولكن هناك أوقات تتنزل فيها الملائكة، وأوقات تطوى فيها الصحف، وتحرى هذه الأوقات للدعاء يجعل سبيل الدعاء قريبٌ من الإجابة فالدعاء بين الأذان والإقامة، وفي الثلث الأخير من الليل، وآخر ساعة من يوم الجمعة، وختام يوم الاثنين والخميس حيث ترفع الأعمال إلى الله، ودعوة الصائم والمسافر وعند التقاء الجيوش. بدء الدعاء بالحمد والصلاة على المصطفى والدعاء باسم الله الأعظم وأسمائه الحسنى. إنّ إجابة الدعاء تكون إمّا بأجرها في الدنيا فيستجيب الله للداعي، أو أن يخبئها له ليوم القيامة أجرًا مضاعفًا، المهم ألّا يصاب المسلم من القنوط أو اليأس من الله ويدعوه دومًا.

اللهم تقبل دعائنا وصيامنا وصلاتنا واحفظنا من كل مكروه وسوء يارب العالمين.

أيها الصائم! قبل الغروب لك ساعة من أعظم الساعات، قبل الإفطار يشتدّ جوعك، ويعظم ظمؤك، فأكثِرْ الدعاء، وزِدْ في الإلحاح، وواصلْ الطلب، ولك في السَّحَر ساعةٌ، فجُدْ على نفسك بسؤالِ الحيّ القيّوم؛ فإنّك الفقير، وهو الغني، وإنّك الضعيف، وهو القويّ، وإنّك الفاني وهو الباقي:يا ربّ عفوَك ليس غيرُك يُقصَدُ يا مَن له كلّ الخلائقِ تصمدُ أبوابُ كلّ مملّكٍ قدْ أُوصدتْ ورأيتُ بابَكَ واسعاً لا يُوصَدُ دعا إبراهيم ـ عليه الصلاة ـ فقال:”رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيّ َوَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ”(إبراهيم/ 40- 41(.

ودعا موسى ـ عليه السلام ـ فقال: ” قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي  وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي ” (طه: /25 ـ 26). ودعا سليمان ـ عليه السلام ـ فقال: “قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لا يَنْبَغِي لأحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ”(ص/35).

ودعا محمد صلي الله عليه وسلم  فقال ـ كما في الصحيح: “اللهمّ ربَّ جبريل وميكائيل وإسرافيل، فاطرَ السموات والأرض، عالمَ الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحقّ بإذنك، إنّك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم”

أوقات يستجاب فيها الدعاء :

إخوة الإيمان والإسلام : دل الشرع على أحوال وأوقات يكون الدعاء فيها مستجاب ومنها:

  • حال السجود., 2- بين الآذان والإقامة,.3- الثلث الأخير من الأخير من الليل.
  • ساعة الجمعة., 5- ليلة القدر . 6- يوم عرفة  7- أثناء السفر. 8-عند نزول المطر. 9- عند التحام الصفوف للقتال10-  عند الفطر من الصوم

وأعظم ما يشق على المسلم في هذا الباب أن يغلق عليه في الدعاء, قال عمر بن الخطاب ” أني لا أحمل هم الإجابة ولكن أحمل همّ الدعاء” فإذا فتح على العبد في دعائه من معاني الحمد والثناء دعا الله وحسن الظن به والتعلق والرجاء به وتعظيم الرغبة مما عند الله والثقة بوعد الله فينبغي عليه أن يقبل على الدعاء وأن يصرف همته في ذلك لاسيما في الأزمان والأماكن الفاضلة , وعند نزول الضر وحصول الشدائد, ومن أكثر طرق هذا الباب فتح له, وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.

ومن أهم الأسباب التي تعين المرء على الدعاء التعرف على الله بأسمائه وصفاته قال تعالى ” ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها” الحديث” وفى الحديث ” ألظوا بياذا الجلال والإكرام

والله قادر على تحقيق حاجة العبد من غير مسألة ولكن يجب أن يرى من عبده الخضوع والتذلل والافتقار إليه والاعتماد عليه وهذا هو ثمرة العبادة والغاية التي من أجلها خلق الخلق.

ومن كمال إحسان العبد أن يدعو لسائر المؤمنين الأحياء والميتين” ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا انك رءوف رحيم” وأن يدعو لأخيه المسلم في ظهر الغيب قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: ” ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك ولك بمثل “( مسلم.).

الخطبة الثانية :

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي أشرف المرسلين .أما بعد فيا عباد الله.

من لم يسأل الله يغضب :

أيها الناس حقاً من لم يسأل الله يغضب عليه وقد عد الله من المتكبرين وعن أبي هريرة – رضي الله عنه  قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:”من لم يسأل الله يغضب عليه “( الترمذي(..

وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم  ” من لم يسأل الله يغضب عليه “(الترمذي وأحمد والبخاري).  : لأن ترك السؤال تكبر واستغناء ، وهذا لا يجوز للعبد ، والمراد بالغضب إرادة إيصال العقوبة ، ونعم ما قيل:” الله يغضب إن تركت سؤاله وبني آدم حين يسأل يغضب”.قال الطيبي : وذلك لأن الله يحب أن يسأل من فضله ، فمن لم يسأل الله يبغضه ، والمبغوض مغضوب عليه لا محالة . وفي الحديث : ” ازهد في الدنيا يحبك الله ، وازهد فيما في أيدي الناس يحبك الناس ” و في الحديث الصحيح : ” من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين ” . وكأنه إشارة إلى أن السؤال بلسان الحال أدعى إلى وصول الكمال من بيان المقال ، ولذا قال إبراهيم عليه الصلاة والسلام:” حسبي من سؤالي علمه بحالي ، وقال الشاعر : إذا أثنى عليك المرء يوما كفاه من تعرضه الثناء”.

لا تسألن بُنيَّ آدم حاجةً و سل الذي أبوابــه لا تُحجـبُ

الله يغضبُ إن تركت سؤاله و بُنَيَّ آدم حينَ يُسألُ يغضبُ

الدعاء في جميع الأمور :

أيها الصائم : وقد أمرنا الرسول صلي الله عليه وسلم أن نستعين بالله تعالي في كل أمورنا صغيرها وكبيرها يقول صلي الله عليه وسلم :”  لِيَسْأَلْ أَحَدُكُمْ رَبَّهُ حَاجَتَهُ كُلَّهَا حتي يسأل الملح وحَتَّى يَسْأَلَ شِسْعَ نَعْلِهِ إِذَا انْقَطَعَ (الترمذي). إن الله يحب من العبد أن يسأله ملح طعامه، إن الله يحب من العبد أن يسأله حاجته كلها .

وإذا دعوت الله فأنت أقوى إنسان، فاسأله حاجتك كلها، واسأله شسع نعلك إذا انقطع، واسأله ملح طعامك، وألحَّ عليه بالدعاء، وهكذا يحبك الله عز وجل، ” قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم فقد كذبتم فسوف يكون لزاما فأنت بالدعاء مع الله دائماً، لأنه أحد أنواع الصلوات، وأحد أنواع الاتصال بالله، فالصلوات قيام وركوع وسجود وتكبير وتسليم، أما أحد أنواع الاتصال بالله فهو الدعاء::” الدعاء مخ العبادة”(الترمذي).أما أقوى من هذا الحديث فالدعاء هو العبادة، .

و”الدعاء سلاح المؤمن “(الحاكم). ولولا أنك تدعو الله لما عبأ الله بك، والدعاء هو ثمرة الإيمان، والدعاء هو المستجاب سببه الرزق الحلال، عن ابن عباس قال: تليت هذه الآية عند النبي صلي الله عليه وسلم  ” يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا ” فقام سعد بن أبي وقاص فقال: يا رسول الله أدع الله أن يجعلني مستجاب الدعوة. فقال:”يا سعد أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة، والذي نفس محمد بيده إن الرجل ليقذف اللقمة الحرام في جوفه فما يتقبل منه أربعين يوما، وأيما عبد نبت لحمه من السحت والربا فالنار أولى به“.(ابن أبي حاتم عن ابن عباس).

اللهم هذا الدعاء ومنك الإجابة اللهم تقبل دعائنا بفضلك يا أكرم الأكرمين يارب العالمين اللهم تقبل منا دعائنا وارضى عنا يا رحمن يا رحيم يا الله اللهم يا مفرج الهم فرج همنا واقضى حوائجنا ووفقنا إلى ما تحب وترضي يارب العالمين.

عباد الله: أذكروا الله يذكركم واشكروه يشكركم واستغفروه يغفر لكم .. وأقم الصلاة.

اظهر المزيد

admin

مجلس إدارة الجريدة الدكتور أحمد رمضان الشيخ محمد القطاوي رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) تليفون (phone) : 01008222553  فيس بوك (Facebook): https://www.facebook.com/Dr.Ahmed.Ramadn تويتر (Twitter): https://twitter.com/DRAhmad_Ramadan الأستاذ محمد القطاوي: المدير العام ومسئول الدعم الفني بالجريدة. الحاصل علي دورات كثيرة في الدعم الفني والهندسي للمواقع وإنشاء المواقع وحاصل علي الليسانس من جامعة الأزهر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »